مقالات

صانعة الرجال‏

إن الناس يتحدَّثون بإجلال وإكبار عن صانعي الأدوات المادِّية، ومخترعي الأمور المادِّية، ومبتكري الأعمال الأدبيَّة الشعريَّة والفنيَّة، ويقدِّمون لهم المنح والهدايا.

يتحدَّثون بافتخار واحترام عن مكتشف الكهرباء وقانون الجاذبية وعن غيرهما من المكتشفين والمخترعين.

إلا أن ما أغفله النَّاس ولم يعطوه الأهمية المطلوبة هو المرأة صانعة الرجال.

ألا تستحق منّا هذه المرأة الاعزاز والاحترام؟

ألم تصنع فاطمة حسناً وحسيناً؟

ألم تصنع المرأة العاشورائية الزوج والابن ليكونوا فداء للإسلام؟

ألم تصنع المرأة الإيرانيَّة والعامليَّة الرجال لكي يتقدَّموا إلى الشهادة بكل جرأة وشجاعة؟

إن كلّ‏ كلمة تلقيها المرأة في بيتها لها دويّ‏ كبير على نفوس أولادها بل نفس زوجها بالذات.

إن كلّ‏ سلوك تقوم به المرأة في أسرتها له تأثير قوي على سلوك أسرتها وحتى زوجها. فعلى المجتمع أن لا يستهين بدور المرأة الريادي والصناعي. بل على المرأة ذاتها أن لا تستهين بدورها في صناعة الرجال.

ألم يقل القائل: ” وراء كلّ‏ رجل عظيم امرأة عظيمة” .

هذا المعنى أشار إليه السيد القائد دام ظله بقوله: ” … إن أهم بناء هو بناء الإنسان، ليس بناء جسم الإنسان فقط، بل بناء عواطف الإنسان وأخلاقه، أن يربّين في أحضانهن بشراً دون عقد، وإنساناً صحيحاً وسالماً، تلك هي أهم قيمة لعمل المرأة” .

” إن للمرأة المسلمة في الأسرة واجبات ومهام، وهي أن تمارس دورها كركن أساسي للأسرة، وأن تربي أولادها، وأن تكون عوناً روحياً لزوجها. خلال مرحلة المواجهة مع نظام الطاغوت في إيران، كان هناك رجال كثيرون يخوضون ساحة الصراع، لكن نساءهم لم تدعهم يكملوا المواجهة، لأنَّهن لم يطقن صعوبات المواجهة، ولم يكن لديهن إيثار. وهناك من كانوا على العكس من ذلك، حيث كان النساء يشجِّعن أزواجهنّ‏ على المواجهة ويقدِّمن لهم العون، ويشكِّلن بذلك الرافد والداعم الروحي لهم. ففي عامي 1979 ـ 1978م عندما كانت الشوارع والأزقة، مملوءة بالناس، كان للنساء دور مهم في تعبئة أزواجهنّ‏ وأبنائهنّ‏ وتوجيههم نحو ساحة الصراع والمواجهة والتظاهر” .
” … نعم هذا هو دور المرأة وتأثيرها على ابنها وزوجها.. فتربية الأبناء ودعم الأزواج روحياً ليتمكنوا من اقتحام الساحات الكبرى هو من أهم أعمال المرأة” .

في الحقيقة إن الإسلام عامر بالنساء اللواتي كنّ‏ سنداً روحياً لأزواجهن يوم الشدائد والهزائز، وعاشوراء تحمل نماذج نسائية مهمَّة في الدعم الروحي لزوجها وولدها.

انظر إلى “دلهم بنت عمرو” ، زوجة زهير بن القين التي قالت لزوجها عندما حطُّوا رحالهم في “زرود” ، وجاء إليه رسول الحسين عليه السلام، فتحيَّر ووجم ولم يعرف جواباً فبادرته قائلة: سبحان اللَّه أيبعث إليك ابن رسول اللَّه صلى الله عليه وآله وسلم ولا تجيبه؟ ما ضرَّك لو أتيته فسمعت كلامه ثم انصرفت؟ فكان موقفها ودعمها الروحي وتشجيعها سبباً لتحويل زهير إلى معسكر الحسين عليه السلام.


دور المرأة في الأسرة، مركز الإمام الخميني الثقافية

 

 

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى