مقالات

الإخلاص علاج لمشاكلنا!

إنّ للإخلاص لله تعالى آثاراً على الصعيدين الدنيويّ والأخرويّ، فأمّا على الصعيد الأخرويّ فإنّ كتب الأحاديث مليئة بما يكشف عمّا أعدّه الله تعالى لعباده المخلصين.

أما على الصعيد الدنيويّ فسنذكر بعض آثار الإخلاص الّتي أشار إليها سماحة الإمام الخامنئي دام ظله، فمن هذه الآثار:

1ـ النصر
“بلطف الله وبسبب جهاد الجماهير وإيمانهم وإخلاصهم فقد فشلت جميع الحسابات الدوليّة. هذا هو فعل الله، وإلاّ فمن الّذي قام بذلك؟ أنتم؟ وهل هناك من يُمكنه أنْ يدّعي أنّه قام بذلك؟ كلّا، لا أحد يُمكنه ذلك. إنّ الحركة المخلصة والجهاديّة للجميع هي الّتي فعلت ذلك. كما أنّ انتصار الثورة الإسلاميّة ليس لأحدٍ ما أنْ ينسبه لنفسه. والإمام الخميني بعظمته وبشخصيّته وقيادته الّتي لا تُجاريها أيّة قيادة معاصرة في العالَم، وله كلُّ الحقّ في أعناقنا، لكنّه لم ينسب النصر لنفسه أبداً. وإذا دقّقنا في الأمر لوجدنا أنّ الأمر كذلك، لأنّه كان يُشكِّل في الحقيقة وسيلة إلهيّة للناس. فحركة الناس العظيمة والإخلاص والتضحيات أدّت إلى الانتصار هنا…

… فالقدرة الإلهيّة طريقها الإخلاص. عليكم أنْ تخطوا هذه الخطوة بالإخلاص والتسامح والوحدة والأخوّة، ولا يتحرّك أحدٌ لنيل السلطة، وليتحرّك الجميع في سبيل الله، وأنْ تكون النيّة لله في كلِّ عمل، فإنْ أضحت الأمور هكذا، فإنّ الله تعالى سيُبارك هذه الخطوة ويجعلها على أفضل وجه”([1]).

2ـ حلٌّ لجميع المشاكل
“فعلاج كلِّ مشاكلنا هو الإخلاص. فإنْ كان هناك إخلاص فستزول كلُّ الأمور الّتي تؤذي حالياً نظامنا ومجتمعنا، فالإخلاص في العمل سيؤدّي إلى تعميق الوحدة”([2]).

“ما دام هذا الشعب مستمرّاً بالسير بهذا الإيمان وهذا الإخلاص والصفاء، ويتحرّك ويُجاهد، فإنّ لطف الله تعالى سيشمل هذا النظام، وسيحتفظ هذا النظام بقدرته ونشاطه وحضوره وقدراته الفائقة…

… لله الحمد، فإنّ نسبة كبيرة من هذه المعايير موجودة في بلدنا، ومن الأفضل أنْ نتطوّر في هذا المجال، فالبلد الّذي يمتلك هذه الخصائص، من طالبه الجامعيّ إلى تاجره ومتنوّره وعالمه ودولته، وبهكذا إيمان ودافع ووحدة، فلن تتمكّن لا أمريكا ولا عشر قوى كأمريكا أنْ تنال من شعرة من رأس أحد أبنائه في مواجهتها وعدوانها على مثل هذا الشعب في ساحة السياسة الدوليّة”([3]).

التعلُّم من إخلاص أمير المؤمنين عليه السلام
من التوجيهات الهامّة لسماحة الإمام الخامنئي دام ظله دعوته للاقتداء بإخلاص أمير المؤمنين علي صلى الله عليه وآله وسلم، والّذي يُعتبر النموذج الأرقى والصورة الأبهى للإخلاص حيث يقول سماحته دام ظله:

“نُقل في (نهج البلاغة) عن أمير المؤمنين صلى الله عليه وآله وسلم قوله: (ولقد كنّا مع رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم نقتل آباءنا وأبناءنا وإخواننا وأعمامنا, ما يزيدنا ذلك إلاّ إيماناً وتسليماً، ومضيّاً على اللّقم، وصبراً على مضض الألم)([4]) أي كنّا نواجه أهلنا وأقاربنا بإخلاص ونُقاتلهم في سبيل الله (فلما رأى الله صدقنا، أنزل بعدوّنا الكبت، وأنزل علينا النصر)([5])، فعندما تحرّكنا في سبيل الله بإخلاص وصدق، ورأى الله منّا ذلك, هزم عدوّنا ونصرنا. ثُمّ يقول صلى الله عليه وآله وسلم: (ولعمري لو كنّا نأتي ما أتيتم ما قام للدِّين عمود ولا اخضرَّ للإيمانِ عود)([6]) ولكنْ ببركة إخلاص هؤلاء المسلمين الأوائل وصدقهم كان ذلك التقدُّم، وقام المجتمع الإسلاميّ، والحضارة الإسلاميّة. وهذه الحركة التاريخيّة العظيمة المعاصرة هي كتلك. وشعبنا والمسلمون في العالَم كلّه، واليوم الشعب العراقيّ وقادة ذلك الشعب وباقي الشعوب في كلّ ناحية من العالَم الّتي تلهج باسم الإسلام، عليهم جميعاً أنْ يتعلّموا هذا الدرس من عليّ بن أبي طالب عليه السلام”([7]).

توجيهات أخلاقية، جمعية المعارف الإسلامية الثقافية


([1]) حديث الولاية، ج6، ص5.
([2]) حديث الولاية، ج5، ص1990.
([3]) من بيانه بمناسبة اليوم العالميّ لمقاومة الاستكبار العالميّ (03/01/1996م(.
([4]) نهج البلاغة، الخطبة 65.
([5]) م. ن.
([6]) م. ن.
([7]) حديث الولاية: ج7، ص41.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى