مقالات

الإمام الحسين (عليه السلام): مدرسة في الخصائص القيادية

من الجيّد أن نلفت النظر إلى شخصيّة الإمام الحسين عليه السلام وصفاته وبعض الملامح العامّة لهذه الشخصيّة. ومن هذه الخصائص والملامح في شخصيته القيادية سلام الله عليه:

1- قوّة الإرادة: ويكفي أن نرى قوّة الإرادة عنده من إصراره على إنهاء المسيرة حتّى النهاية مع عائلته وأولاده رغم سماعه نبأ استشهاد مسلم بن عقيل رضوان الله عليه، في جوّ لا يطمئن بأيّ حسم عسكريّ لصالحه، بل في ظروف يعلم أنّه ملاقٍ فيها الشهادة، وهو القائل: “لا أرى الموت إلا سعادة والحياة مع الظالمين إلّا برماً”[1].

2- إباء الضيم: لقب “أبيّ الضيم” من أهمّ ألقابه المباركة، وقد قال عنه ابن أبي الحديد المعتزليّ: “سيّد أهل الإباء الّذي علّم الناس الحميّة والموت تحت ظلال السيوف اختياراً على الدّنيّة أبو عبد الله الحسين بن عليّ بن أبي طالب عُرض عليه الأمان هو وأصحابه فأنف من الذلّ، وخاف ابن زياد أن يناله بنوع من الهوان مع أنّه أبى الموت على ذلك”[2].

وهو الذي خلّد لنا التاريخ كلمته المشهورة الّتي تنبض بالعزّة والكرامة: “ألا إنّ الدعيّ ابن الدعيّ قد ركز بين اثنتين بين السلّة والذلّة وهيهات منّا الذلّة، يأبى الله ذلك ورسوله والمؤمنون وحجور طابت وطهرت، وأنوف حميّة، ونفوس أبيّة، من أن نؤثر طاعة اللِّئام على مصارع الكرام”[3].

3- الشجاعة: ومواقف عاشوراء كلّها دليل على هذه الشجاعة اللافتة للإمام عليه السلام وهو الّذي قال لأصحابه حينما أمطرتهم سهام الأعداء: “قوموا رحمكم الله إلى الموت الّذي لا بدّ منه، فإنّ هذه السهام رسل القوم إليكم”[4].

4- الصراحة والوضوح: توّجت كلّ هذه الصفات بصفة مهمّة جداً وهي الوضوح والصراحة، وهو القائل: “يا أمير إنّا أهل بيت النبوّة، ومعدن الرسالة، بنا فتح الله وبنا يختم ويزيد فاسق، شارب الخمر، قاتل النفس المحترمة، معلن بالفسق والفجور، ومثلي لا يبايع مثله”[5].

5- الصلابة في الحقّ: وقد قال عليه السلام: “ألا ترون إلى الحقّ لا يُعمَل به، وإلى الباطل لا يُتناهَى عنه، ليرغب المؤمن في لقاء الله”[6].

6- الصبر: قال الأربليّ: “شجاعة الحسين عليه السلام يُضرَب بها المثل، وصبره في الحرب أعجز الأوائل والأواخر”[7].
إلى غيرها من الصفات الّتي اجتمعت في الإمام عليه السلام.

في رحاب سيرة أئمة أهل البيت عليهم السلام، جمعية المعارف الإسلاميّة الثقافية


[1] الذهبي، سيرة أعلام النبلاء، ج3، ص310، والحديث في كتاب الطبري، والطبراني “إلا برما”.
[2] ابن أبي الحديد، شرح نهج البلاغة، ج1، ص302.
[3] العلامة المجلسي، بحار الأنوار، ج45، ص8.
[4]  ابن طاووس، اللهوف على قتلى الطفوف، ص65.
[5] البلاذري، أحمد بن يحيى بن جابر ، أنساب الأشراف، ج1، ص1.
[6] العلامة المجلسي، بحار الأنوار، ج44، ص381.
[7] الأربليّ، كشف الغمّة، ج2، ص20.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى