مقالات

كيف تدلّ آية المباهلة على إمامة علي عليه‌ السلام؟

الجواب : يستدلّ علماؤنا بكلمة : { وَأَنْفُسَنَا } [آل عمران: 61] على إمامة الإمام علي عليه ‌السلام ، تبعاً لأئمّتنا عليهم‌ السلام.

ولعلّ أوّل من استدلّ بهذه الآية هو أمير المؤمنين عليه‌ السلام نفسه ، عندما احتجّ على الحاضرين في الشورى ، بجملة من فضائله ومناقبه ، فكان من ذلك احتجاجه بآية المباهلة ، وكلّهم أقرّوا بما قال عليه ‌السلام (1).

وروى الشيخ المفيد قدس‌ سره : أنّ المأمون العباسي سأل الإمام الرضا عليه ‌السلام : أخبرني بأكبر فضيلة لأمير المؤمنين عليه ‌السلام يدلّ عليها القرآن؟

فذكر له الإمام الرضا عليه ‌السلام آية المباهلة ، واستدلّ بكلمة : { وَأَنْفُسَنَا } (2).

لأنّ النبيّ صلى ‌الله‌ عليه‌ وآله عندما أمر أن يخرج معه نساؤه أخرج فاطمة فقط ، وعندما أُمر أن يخرج أبناؤه أخرج الحسن والحسين فقط ، وعندما أُمر أن يخرج معه نفسه أخرج علياً ، فكان علي عليه‌ السلام نفس رسول الله صلى‌ الله‌ عليه‌ وآله.

إلاّ أنّ كون علي نفس رسول الله بالمعنى الحقيقي غير ممكن ، فيكون المعنى المجازي هو المراد ، وأقرب المجازات إلى المعنى الحقيقي في مثل هذا المورد هو أن يكون عليه‌ السلام مساوياً لرسول الله صلى ‌الله‌ عليه ‌وآله في جميع الخصوصيات ، إلاّ ما أخرجه الدليل وهو النبوّة ، إذ لا نبيّ بعد رسول الله صلى ‌الله‌ عليه‌ وآله.

ومن خصوصيات رسول الله صلى ‌الله‌ عليه ‌وآله أنّه أفضل من جميع المخلوقات ، فعلي عليه‌ السلام كذلك ، والعقل يحكم بقبح تقدّم المفضول على الفاضل ، إذاً لابدّ من تقدّم علي عليه‌ السلام على غيره في التصدّي لخلافة المسلمين.

___________________

1 ـ أُنظر : تاريخ مدينة دمشق 42 / 432.

2 ـ الفصول المختارة : 38.

المصدر : المرجع الإلكتروني للمعلوماتية .

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى