مقالات

دور التقوى ومحوريتها في أداء الأفراد

إن كل الأمور والمسائل التي نريد وضعها بعهدة شخصٍ ما، هي بمنزلة الرجوع إلى الطبيب، وينبغي على الإنسان أن يعهد بها إلى من يحسن أداءها، أو يُحتمل على الأقل أن يكون هذا الشخص أكثر خبرة من الباقين في هذا المجال. يجب أن يكون هذا الأمر حاكماً. وهنا تظهر أهمية الاتصاف بـالتقوى، والرحمة، والابتعاد عن المظاهر، وكذلك تظهر أهمية الدافع في العمل، أي أن لا يكون الدافع شخصيًّا محضًا والهدف البحت منه جني المال. فعلى الناس أن يبحثوا عن الأشخاص الصالحين1. وأن يبحثوا في المستويات المتقدّمة، عن الأشخاص المؤمنين المخلصين. بالطبع، فأنا لا أقصد بكلامي هذا، الجدال المعروف حول “الخبرة أو الأخلاق”*، كلا، فالكلام يدور حول الخبرة والكفاءة. نحن لا نقول اذهبوا إلى المسجد واختاروا (من بين الناس) أيّهم أكثر ورعاً! بل نقول، اختاروا من بين القادرين على القيام بالعمل من هو أتقى وأشدّ التزاماً وإخلاصاً، واجعلوه على رأس العمل، حتى يثق بكم الأفراد القريبون منكم والعاملون معكم، وتستطيعوا القيام بالأعمال (على أحسن وجه) 2.

محورية التقوى في القيام بالوظائف
إن الأمر الذي يعدّ ذا قيمة واقعية وحقيقية بالنسبة إلي وإليكم، هو إنجاز المهام والوظائف. إنّنا نطوي مسير هذه الحياة العابرة بأي شكل كان، لنصل إلى بوابة الدّخول إلى عالم آخر، فنحن لسنا خالدين هنا. إن لحظة الموت هي بداية المساءلة والمحاسبة. فمنذ اللحظة الأولى والأسئلة تنهال علينا بأن ماذا فعلتم، لم فعلتم؟ كيف فعلتم؟ وينبغي أن نملك إجابة عن هذه الأسئلة. هنا، تظهر أهميّة الإيمان والتقوى. إذ إنّ ملذات الحياة مسألة معروضة على الجميع، إنها هفوات الإنسان على الصراط المستقيم، فعلى الإنسان توخّي الحذر. وليس الأمر كما نظن بأنّ ثمة أشخاصًا يفهمون معنى الملذات ويدركون قيمتها: لذة المال، لذة السلطة، والشهوة، ولذة الصداقة، والوجاهة، والاسم، وثمة أشخاص لا يفهمونها ولا يدركون قيمتها. إن هذه الملذّات معروضة على الجميع وهي أداة للاختبار. ونحن علينا أن نعبر مسيراً معيناً. مسيراً مرسوماً على أساس العقيدة والإيمان، وعلينا اجتيازه بسلام. إذًا ينبغي الاحتراز من أن تزلزلنا الهفوات، أو تنحّينا عن السبيل، فتغيّر وجهة سيرنا، فنصبح مجافين للحق في أعمالنا، بالرغم من أننا نؤيد الحقّ قلبياً وعاطفياً3.

التقوى في كلمات الإمام الخامنئي (حفظه المولى)، مؤسسة الثورة الاسلامية للثقافة والأبحاث (مكتب حفظ ونشر آثار الإمام الخامنئي)


1- جلسة حوار مع مدراء ومحرري المنشورات الطلابية 23/2/1999
* – أو: التخصص والالتزام. أو الخبرة والتديّن. (المحرّر)
2- في لقاء رئيس الجمهورية وهيئة الوزارة بمناسبة أسبوع الحكومة بتاريخ 25/8/1991
3- في لقاء مسؤولي وزارة الخارجية وممثّلي البعثات الدبلوماسيّة في الخارج بتاريخ 15/8/2004

 

 

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى