مقالات

انعكاسات الظلم على حياتك

قال تعالى في محكم كتابه حول عاقبة الظلم: ﴿إِنَّهُ لاَ يُفْلِحُ الظَّالِمُونَ﴾[1]، وقال تعالى: ﴿إِنَّ اللَّهَ لَا يَهْدِي الْقَوْمَ الظَّالِمِينَ﴾[2] وقال عزّ من قائل: ﴿وَلاَ تَحْسَبَنَّ اللّهَ غَافِلاً عَمَّا يَعْمَلُ الظَّالِمُونَ إِنَّمَا يُؤَخِّرُهُمْ لِيَوْمٍ تَشْخَصُ فِيهِ الأَبْصَارُ﴾[3] وقال تبارك وتعالى: ﴿وَأَنذِرْهُمْ يَوْمَ الْآزِفَةِ إِذِ الْقُلُوبُ لَدَى الْحَنَاجِرِ كَاظِمِينَ مَا لِلظَّالِمِينَ مِنْ حَمِيمٍ وَلَا شَفِيعٍ يُطَاعُ﴾[4]، وقال عزّ وجلّ: ﴿وَسَيَعْلَمُ الَّذِينَ ظَلَمُوا أَيَّ مُنقَلَبٍ يَنقَلِبُونَ﴾[5] إلى الكثير الكثير من الآيات القرآنية الكريمة التي توعّد الله بها الظالمين بطردهم من ساحة رحمته، وإحباط أعمالهم، وبالعقاب العظيم في الدنيا، والعذاب الشديد في الآخرة، وقد بين النبي الأكرم والأئمة الطاهرين من أهل بيته عليهم السلام أن لأنواع الظلم في دار الدنيا آثاراً مشينة، وعواقب وخيمة، ونتائج مدمرة للفرد والمجتمع مضافاً للخزي والندامة في الدار الآخرة، وبيان ذلك فيما رواه الإمام أبو عبد الله الصادق عليه السلام.. قال: قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلّم: “اتقوا الظلم، فإنّه ظلمات يوم القيامة”[6]. وأقسم مولانا أمير المؤمنين عليه السلام قائلاً: “والله لأن أبيت على حسك السّعدان مسهّداً، وأجرّ في الأغلال مصفّداً، أحبّ إليّ من أن ألقى الله ورسوله يوم القيامة ظالماً لبعض العباد، وغاصباً لشيء من الحطام. وكيف أظلم أحداً لنفس يسرع إلى البلى قفولها، ويطول في الثّرى حلولها”[7]، وقال عليه السلام: “من خاف القصاص كفّ عن ظلم الناس”[8]، وقال أبو بصير: سمعت أبا عبد الله عليه السلام يقول: “من أكل من مال أخيه ظلماً، ولم يردّه إليه أكل جذوة من النار يوم القيامة”[9].

ولما سُئِل مولانا الإمام أبو عبد الله الصادق عليه السلام عن قول الله عزّ وجلّ: ﴿إِنَّ رَبَّكَ لَبِالْمِرْصَادِ﴾[10] قال: “قنطرة على الصراط لا يجوزها عبد بمظلمة”[11]. وجاء شيخ من النخع فقال لأبي جعفر الباقر عليه السلام: إنّي لم أزل والياً منذ زمن الحجّاج إلى يومي هذا فهل لي من توبة؟ قال: فسكت ثم أعدت عليه. فقال: “لا حتى تؤدّي إلى كلّ ذي حقٍّ حقّه”[12]. وقال مولانا الإمام أبو جعفر محمد بن علي الباقر عليهما السلام: “الظلم ثلاثة: ظلم يغفره الله، وظلم لا يغفره الله، وظلم لا يدعه الله، فأمّا الظلم الذي لا يغفره، فالشرك، وأما الظلم الذي يغفره، فظلم الرجل نفسه، فيما بينه وبين الله، وأمّا الظلم الذي لا يدعه، فالمداينة بين العباد”[13].

المبصرون، من وصايا الإمام الباقر (عليه السلام) لتلميذه جابر، جمعية المعارف الإسلامية الثقافية


[1] سورة الأنعام، الآية 135.
[2] سورة القصص، الآية 50.
[3] سورة إبراهيم، الآية 42.
[4] سورة غافر، الآية 18.
[5] سورة الشعراء، الآية 227.
[6] الحُرّ العامِليّ، وسائل الشيعة، ج 16، ص 42 ـ 61.
[7] أبن أبي الحديد المدائني، شرح نهج البلاغة، ج 11، ص 245.
[8] الحُرّ العامِليّ، وسائل الشيعة، ج 16، ص 42 ـ 61.
[9] م.ن.
[10] سورة الفجر، الآية 14.
[11] الحر العاملي، وسائل الشيعة، ج16، ص48.
[12] م.ن.
[13] م.ن.

 

 

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى