مقالات

بحث روائي _ التوبة في القرآن

في الكافي : عن جميل بن دراج ، قال : ” سمعت أبا عبد الله (عليه السلام) يقول : إذا بلغت النفس هاهنا – وأشار بيده إلى حلقه – لم يكن للعالم توبة ، ثم قرأ : { إِنَّمَا التَّوْبَةُ عَلَى اللَّهِ لِلَّذِينَ يَعْمَلُونَ السُّوءَ بِجَهَالَةٍ ثُمَّ يَتُوبُونَ } [النساء: 17]

أقول : أراد (عليه السلام) بالعالم هو اللجوج المستكبر على الله تعالى ، وإطلاق الآية الشريفة لا ينافي ما ذكرناه سابقا ، ويمكن أن يجمع بذلك بين ما ورد من عدم قبول التوبة حين ظهور علامات الموت ، وما ورد من قبولها حينها ، بحمل الأول على العالم العامد المستكبر على الله تعالى كفرعون ونحوه ، والثاني على غيره.

وفي تفسير العياشي : عن أبي عمرو الزبيري ، عن الصادق (عليه السلام) قال : ” كل ذنب عمله العبد وإن كان عالماً به فهو جاهل حين خاطر لنفسه في معصية ربه ، وقد قال في ذلك تبارك وتعالى يحكي عن قول يوسف لإخوته : { هَلْ عَلِمْتُمْ مَا فَعَلْتُمْ بِيُوسُفَ وَأَخِيهِ إِذْ أَنْتُمْ جَاهِلُونَ } [يوسف: 89] ، فنسبهم إلي الجهل لمخاطرتهم بأنفسهم في معصية الله عز وجل.

أقول : يشهد ذلك على ما قلناه في معنى الجهالة.

وفي تفسير العياشي – أيضا – : عن زرارة، عن أبي جعفر (عليه السلام) قال : ” إذا بلغت النفس هذه – وأهوى بيده إلى حنجرته – لم يكن للعالم توبة ، وكانت للجاهل توبة “.

أقول : يشهد ذلك على ما جمعنا به بين الروايات آنفا.

وفي الكافي : عن محمد بن مسلم ، عن جعفر (عليه السلام) قال : ” يا محمد بن مسلم ، ذنوب المؤمن إذا تاب عنها مغفورة له ، فليعمل المؤمن لما يستأنف بعد التوبة والمغفرة ، أما والله أنها ليست إلا لأهل الإيمان ، قلت : فإن عاد بعد التوبة والاستغفار في الذنوب وعاد في التوبة ؟

فقال : يا محمد بن مسلم ، أترى العبد المؤمن يندم على ذنبه فيستغفر الله منه ويتوب ثم لا يقبل الله توبته ؟!

قلت : فإن فعل ذلك مرارا ، يذنب ثم يتوب ويستغفر؟

فقال : كلما عاد المؤمن بالاستغفار والتوبة ، عاد الله تعالى عليه بالمغفرة ، وإن الله غفور رحيم يقبل التوبة ويعفو عن السيئات ، فإياك أن تقنط المؤمنين من رحمة الله “.

أقول: ورد في بعض الروايات إلى سبعين مرة، ويشهد لذلك تحذير الإمام (عليه السلام) الراوي في ذيل الرواية ، ويستفاد ذلك من قوله تعالى :

{ قُلْ يَا عِبَادِيَ الَّذِينَ أَسْرَفُوا عَلَى أَنْفُسِهِمْ لَا تَقْنَطُوا مِنْ رَحْمَةِ اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ يَغْفِرُ الذُّنُوبَ جَمِيعًا إِنَّهُ هُوَ الْغَفُورُ الرَّحِيمُ } [الزمر: 53] ، إذ المراد بالجميع الكثرة العددية

المصدر : المرجع الإلكتروني للمعلوماتية .

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى