مقالات

العزّة جميعاً من الله عزّ اسمه

قال تعالى : { مَنْ كَانَ يُرِيدُ الْعِزَّةَ فَلِلَّهِ الْعِزَّةُ جَمِيعًا إِلَيْهِ يَصْعَدُ الْكَلِمُ الطَّيِّبُ وَالْعَمَلُ الصَّالِحُ يَرْفَعُهُ وَالَّذِينَ يَمْكُرُونَ السَّيِّئَاتِ لَهُمْ عَذَابٌ شَدِيدٌ وَمَكْرُ أُولَئِكَ هُوَ يَبُورُ } [فاطر : 10] .

ما هي حقيقة العزّة ؟ هل هي سوى بلوغ مرحلة المنعة ؟ وإن كان كذلك فأين يجب البحث عن العزّة ؟ وأي شيء يمكنه أن يعطي للإنسان العزّة ؟!.

يتّضح لنا بالتحليل أنّ حقيقة العزّة بالدرجة الاُولى ـ قدرة تتجلّى في قلب وروح الإنسان ، وتبعده عن الخضوع والتسليم والإستسلام أمام الطغاة والعصاة ، قدرة بامتلاكها لا يخضع الإنسان للشهوات أبداً ، ولن يجد الهوى والهوس طريقاً للتسلّط عليه. قدرة ترتقي به إلى مستوى الصلابة أمام تأثير زخارف الدنيا.

فهل أنّ هذه القدرة لها منبع آخر غير الايمان بالله ، أي الارتباط بالمنبع الأصلي للقدرة والعزّة ؟

هذا في مرحلة الفكر والإعتقاد والروح ، أمّا في مرحلة العمل فإنّ «العزّة» تنبع من الأعمال السليمة الأصل والدقيقة الاُسلوب ، وبتعبير آخر يمكن تلخيص ذلك بـ«العمل الصالح» هذان الإثنان يعطيان الإنسان العظمة والرفعة والعزّة والمنعة.

«السحرة» المعاصرون لفرعون ، شرعوا بحيلهم باسم فرعون وبعزّته { وَقَالُوا بِعِزَّةِ فِرْعَوْنَ إِنَّا لَنَحْنُ الْغَالِبُونَ } [الشعراء : 44]

ولكنّهم هزموا بسرعة أمام عصى موسى (عليه السلام). وبمجرّد أن خرجوا من ذلّة فرعون ، ولجأوا إلى ظلّ التوحيد وآمنوا ، أصبحوا أقوياء لا يمكن هزيمتهم بحيث لم تؤثّر بهم أشدّ تهديدات فرعون ، وقدّموا أيديهم وأرجلهم وحتّى أرواحهم العاشقة الوالهة وتجرّعوا كأس الشهادة ، ودلّلوا بذلك العمل على عدم إستسلامهم أمام الترغيب والترهيب ، وعدم إنهزامهم ، وأصبح تأريخهم اليوم بالنسبة لنا عالماً من الدروس البليغة.

المصدر : المرجع الإلكتروني للمعلوماتية .

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى