مقالات

شبهة الشرور

لماذا الشرور في العَالم؟

لماذا وجدت الآفات والبلايا والمصائب؟ لماذا الشيطان والأمراض والسيول والزلازل…؟ إنّ هذه الأمور تجعل وجود الإنسان مقروناً بالعذاب والمعاناة، حيث تعترضه في منتصف الطريق، وتذهب به إلى دار الفناء، فلماذا وُجدت؟

لقد أدّت الحيرة حول مسألة الشرور ببعض الناس إلى القول بالثنوية1، حيث لاحظوا أنّ في الكون خيراً وشراً، وأنّ الشرور من الآلام والمآسي لا تنفكّ تحدث في الكون، ولا يمكن نسبتها إلى الإله الجامع للصفات الكمالية، الإله المحبّ لخلقه والذي لا يريد لهم إلا الخير والسعادة. ولم يجد هؤلاء مفرّاً إلا القول بوجود مبدأين للوجود، أحدهما تصدر منه الموجودات الخيّرة، والآخر تصدر منه الشرور.وهؤلاء عندما عجزوا عن حلّ مشكلة الشرور حاولوا تبرئة الله من الشرّ فقالوا بوجود شريك له، وألقوا على هذا الشريك مسؤولية كلّ شرّ موجودٍ في هذا العالم.

فما هي حقيقة الشرور وهل تتنافى مع العدل الإلهيّ؟

ونستعرض في المقام الأجوبة المذكورة حول مسألة الشرور في هذا العالم.

الشرور أمور عدميّة لا وجوديّة
:

إنّ الجواب الأول عن مسألة الشرور يكمن في فهم حقيقة الشرور، فالشرور ليست موجوداتٍ واقعيةٍ أصيلةٍ حتى تحتاج إلى خالقٍ ومبدأ مستقلٍ- كما ذهب الثنويّة- بل الشرور أمورٌ عدميّة.

وهذا الجواب قد يَشعر البعض بأنّه شديد الغرابة ولا يمكن تصوّره، إذ كيف يمكننا أن ننكر أمراً بديهياً، حيث إنّ الشرور موجودةٌ نحسّ بها ونشعر بها ونعاني منها، فكيف يقال إنها أمور عدميّة؟!

إلا أنّ هذه الغرابة سوف تزول عندما يتبيّن أنّ إلتزامنا بكونها أموراً عدميةً لا يعني أبداً إنكارها، وإنّما قمنا بتحليلها وبيان حقيقتها بعد التسليم بها. وسيتّضح المراد من الأمور العدمية في تفصيل الجواب.

تفصيل الجواب:

إنّ الشرور الموجودة ترجع إلى أحد نوعين:

1- إمّا أن تكون بنفسها عدماً ونقصاً وفراغاً: حيث إنّ هناك أنواعاً من الشرور ترجع بذاتها إلى كونها عدماً ونقصاً، فالعمى- مثلاً- ليس أمراً وجوديّاً بل هو عدم البصر، والفقر عبارة عن عدم تملّك المال لا أنّ الفقر شيء موجود، والجهل كذلك هو عدم العلم، ولذا فالإنسان عندما يتعلّم يكسب أشياء لا أنه يخسر شيئاً كان موجوداً لديه إسمه الجهل.

2- وإمّا أن تكون أموراً موجودة تسبِّب العدم والنقص والفراغ: وهذا النوع نعتبره من الشرور لكونه السببَ والمنشأ للعدم، كالزواحف السامة والمكروبات والسيول والآفات، فهذه الأشياء ليست شراً بنفسها وإنّما نسميها شرّاً لأنّها تؤدّي إليه، فالحيوان المفترس إنّما يكون شراً إذا أدّى إلى سلب الحياة من مخلوق آخر، ولولا ذلك لم نطلق عليه أنه شرّ، بل لعلّنا نُعجب بجماله أو نستفيد منه بعض الفوائد الحياتية المهمّة فنراه خيراً لنا.

الجواب على النوع الأول:

إن النوع الأول غالباً ما يكون هو المنشأ للأمور الواردة في النوع الثاني من الشرور، فالفقر والجهل هما السبب في الأمراض والحروب والمكروبات وغيرها، ومتى تمكّن الإنسان من محاربة النوع الأول منها أمكنه نفي النوع الثاني، فالإنسان عندما تطوّرت خبراته في الحياة تمكّن من محاربة الكثير من الأمراض، وعندما إنتفت عنه صفة الجهل إنتفى عنه المرض الذي كان يجهل سببه. وما زال الإنسان يسعى حثيثاً لكي يعالج جميع الأمراض الموجودة في الكون، ولكنه نتيجة جهله بأسباب تولّدها أو بطرق علاجها تبقى هذه الأمراض في دائرة الشرور وينسبها إلى الله.

وبهذا يتضح الجواب عن المشكلة وهي أنّه لا يوجد في الكون سوى نوعٍ واحدٍ فقط وهو الخير، وأما الشرور فهي أعدام لم تخلق، وبالتالي فلا تحتاج إلى خالق فلا يصل الأمر إلى الإيمان بوجود خالقين كما ذهبت إليه الثنوية.

والوجود والعدم هما كالشمس والظلّ، فعندما نضع شيئاً في الشمس فالقسم الذي يبقى مظلماً ومحروماً من الشمس يقال له الظلّ، فما هو الظلّ؟ إنّ الظلّ هو الظلمة وهو عدم النور، وعندما نقول إنّ النور قد شعّ من الشمس فإنه لا يصحّ أن نسأل: ومن أين تشعّ الظلمة وما هو مبدؤها؟ وهذا ما يقصده الحكماء من قولهم: (إنّ الشرور ليست مجعولةً بالذات وإنما هي مجعولةٌ بالعرَض).

الجواب على النوع الثاني:

إنّ الصفات التي نصف بها الأشياء على نوعين:

1ـ الصفات الحقيقية: وهي الصفات التي تَثبُتُ للشيء بقطع النظر عن أيّ شيءٍ آخر، كصفة الحياة التي يتّصف بها الموجود بغض النظر عن ملاحظة أيّ شيءٍ آخر، وكذلك البياض والسواد2، فهي تعتبر من الصفات الحقيقية، فالشيء الأبيض مثلاً مع غضّ النظر عن قياسه بأيّ شيءٍ آخر هو أبيض.

2ـ الصفات الإضافية (النسبية)
: وهي الصفة التي لا بدّ لتصوّرها من تصوّر شيءٍ آخر معها، مثل الصغر والكبر، فإنّنا إذا قلنا إنّ الشيء الفلاني صغير فلا بد أن نلاحظه بالنسبة لشيءٍ آخر أكبر منه.

وهكذا عندما نقول إنّ القانون الفلاني هو أفضل أو أحسن، فإن ذلك يكون عندما نقيسه إلى قانونٍ آخر لا يؤمّن مصلحة الإنسان كالقانون الأول.

فالفارق بين هذين النوعين من الصفات كالفارق بين قولك فلان كريم وفلان أكرم، فإنّك عندما تصفه بصفة أنه كريم لم تلاحظ معه أحداً آخر، وأمّا عندما تقول فلانٌ أكرم فإنّ مرادك لا بدّ وأن يكون أنه أكرم بالقياس إلى غيره.

وهذه أشياءٌ إعتباريّة لأنّ وجودها بهذه الصفة جاء تابعاً لوجودها الحقيقي، فالله منح الوجود لهذه الأشياء بذاتها ولزم منها هذه الصفات، وهذه الصفات لم تخلق إبتداءً. إنّ هذه الصفات نشأت من مقايسة الإنسان المخلوقات مع بعضها البعض وإلا لو نظر الإنسان إلى هذه الأشياء مجرّدة عن غيرها فلن يأتي إلى ذهنه السؤال عن المفاضلة بينها وبين غيرها.

ومتى أوضحنا هذين الإصطلاحين نسأل: هل الشرور قبيحةٌ ذاتاً أو أنّ قبحها نسبيٌّ؟ وبتعبير آخر هل الشرور من الصفات الحقيقية أو من الصفات الإضافية؟ فهل يتصف الشيء بأنه شرّ إذا لوحظ منفرداً أيضاً أو أن هذه الصفة تنشأ نتيجة مقارنته بغيره؟.

فالشرور التي هي أمورٌ وجوديةٌ تسبّب أموراً عدميةً، كالسيول والزلازل والحيوانات المفترسة. لا شكّ بأنّ هذه الأشياء إنما تكون صفة الشر فيها من الصفات النسبية، فهي شر إذا قيست إلى أشياء أخرى، فمثلاً سمّ الحية هو شرّ بالنسبة إلى الإنسان والموجودات الأخرى التي تتضرر منه، ولكنه ليس شراً بالنسبة للحية نفسها، وإلا إذا أردنا أن نعتبرها شراً لمجرد ذلك لكان علينا أن نعتبرَ الكثيرَ من الأمور التي نحكم عليها بأنها خيرات شروراً، فمثلاً الأغنام شرٌّ بالنسبة إلى النبات الذي تعبث به وتفسده ولكنها ليست شراً بالنسبة للإنسان.

إذاً هناك أشياءٌ هي شرور بالنسبة لغيرها ولكنها ليست شرّاً بالنسبة لنفسها.

فالجواب على النوع الثاني: إنّ الوجود الحقيقي للشيء هو بصفاته الحقيقية، وأما الوجود الإضافي الإعتباري فهو لم يخلق مستقلاً بل هو من لوازم الوجود الحقيقي. وعليه لا يصحّ أن نسأل لماذا خلق الله هذه الأمور الاعتبارية الإضافيّة، وإنما لا يصح هذا السؤال لأنها لا تملك وجوداً مستقلاً، فلا يقال لماذا كانت الحيّة شراً للإنسان؟ نعم يصح أن نسأل لماذا خلق الله الحيّة؟ وهذا ما يأتي الجواب عليه في بحث فوائد الشرور.

فوائد الشرور

إنّ للشرور فوائد في الكون، فالإنسان إذا لاحظ هذه الشرور دون أن يلاحظ الفوائد المترتبة عليها فسوف يتساءل ألا تنافي الشرور العدل الإلهي؟!، ولكن لو لاحظ فوائدها فلن يعود لهذا التساؤل أي معنى، لذلك يجب البحث عن الفوائد المترتبة على وجود هذه الأشياء.

الأول: دور الشرور في تكميل المجموعة الكونية:

هل يمكن أن يوجد الكون بدون الشرور أو أنّ إلغاء الشرور من الكون غير ممكن، فيكون عدم وجود المصائب مساوياً لعدم وجود الكون نفسه؟

إنّ شرور الكون لا تنفك عن خيراته، فالكون كلٌّ واحدٌ يرفض التجزئة، وأجزاء الكون ليست بنحو يمكن فرض حذف قسم منها والإبقاء على القسم الآخر، بل حذف بعضها يستلزم حذف جميع الأجزاء، وهذا ما يُعبّر عنه الناس بأنه لا يوجد ورد بلا شوك.

فإذاً، الأشياء إذا لاحظناها مستقلةً منفردةً عن البقية فسوف يكون لها حكمٌ، وأمّا إذا لاحظناها كجزءٍ من نظامٍ متكامل فحكمها سوف يكون مختلفاً، هكذا الشرور إذا لوحظت مستقلةً فسيحكم عليها الإنسان بأنها شرورٌ، لكن لو لوحظت كجزءٍ من هذا الكون بزوالها تزول الخيرات فالحكم عليها يتغيّر.

الثاني: القبح يظهر الحسن:

إنّ الشرور ضروريّةٌ لأنها تُظهر الأشياء الجميلة، فلو تمتّع الناس جميعهم بالجمال لما كان أحدٌ منهم جميلاً، ولو كانوا جميعاً قبيحين لم يكن هناك قبيحٌ واحدٌ. إنّ إحساس الإنسان بالجمال وإدراكه له لا يوجدان إلا ضمن شروطٍ وهي أن يكون في مقابل الجمال قبح. إن كثيراً من الأشياء لا يدركها الإنسان إلا بمقايستها إلى الأشياء الأخرى، ولذا كلما ازدادت معرفة الإنسان إزدادت ملاحظاته وإستنتاجاته حول هذا الكون وإزداد إيمانه بخالق الكون.

ولكن من الطبيعي أن يأتي إلى ذهننا السؤال التالي: إذا كان الأمر كذلك فلماذا كان زيدٌ قبيحاً لإظهار جمال خالد؟ لماذا لم يكن الأمر بالعكس؟ ألا يكون ذلك من الظلم لزيدٍ أن يخلقه الله قبيحاً ليظهر جمال غيره؟

والجواب: إن الصانع الحكيم لا نتصور أنّه من أجل أن يكون النظام الموجود هو النظام الأحسن خلق الموجودات بهذا الشكل، بل إنه أعطى كلّ موجود ما لديه من القابليات، وبتعبيرٍ آخر إنّ ما أعطاه الله لكلّ مخلوقٍ هو ذاتيات ذلك المخلوق التي لولاها لم يكن، ونتيجة اختلاف هذه القابليات كان الإختلاف بين هذه المخلوقات.

وتوضيح ذلك عبر مثال الأشكال الهندسية: إنّ ما يميّز المثلّث هو أنّ مجموع زواياه يساوي مجموع زاويتين قائمتين، وما يميّز المربّع هو أن مجموع زواياه يساوي أربعة زوايا قائمة، وهنا لا يمكن أن يسأل أحدٌ لماذا كان المثلّث هكذا وكان المربّع هكذا؟ فالمثلّث منذ أن وُجِدَ وُجد هكذا لا أنه وُجِدَ ثم اتصف بهذه الصفة. وهذا الأمر نلاحظه في الكون، فالجمادات لا تنمو ولا تدرك، والنباتات تنمو ولا تدرك، والحيوان ينمو ويدرك. إن هذا الإختلاف يرجع إلى خصوصيات موجودة في ذوات هذه الأشياء، ولم تخلق هذه الأشياء أولاً ثم تعطى هذه الخصوصيات لها، بل هذه هي خصوصياتها المرافقة لها منذ وجودها.

ولابن سينا عبارةٌ مختصرةٌ جداً يشرح فيها هذه الفكرة، يقول: (ما جعل الله المشمشةَ مشمشةً بل أوجدها) أي إنّ الله خلق المشمش وغيره من الفواكه والثمار وهي من البداية هكذا، لا أنه أوجدها ثم أعطاها هذه الصفة.

يعبر القرآن الكريم عن هذه الفكرة في الحوار الذي دار بين موسى عليه السلام وفرعون حيث سألَ فرعونُ: من ربك يا موسى؟ فقال: ﴿رَبُّنَا الَّذِي أَعْطَى كلّ شَيْءٍ خَلْقَهُ ثُمَّ هَدَىأي إنّ الله خلق الأشياء على ما تقبله هي من لون الوجود.

الثالث: في المصائب تكمن السعادة:

إنّ في أعماق الشدائد والمصائب تكمن السعادة والرفاه، يقول الله تعالى: ﴿فَإِنَّ مَعَ الْعُسْرِ يُسْراً إِنَّ مَعَ الْعُسْرِ يُسْراً﴾. وعندما ندقّق في الآية الكريمة نجدها لا تقول إنّ بعد الشدة يأتي اليسر بل تقول إن اليسر مترافق مع العسر، وهذه الآية هي خطاب للنبيّ صلى الله عليه وآله وسلم في سورة الإنشراح حيث يقول تعالى:

﴿أَلَمْ نَشْرَحْ لَكَ صَدْرَكَ وَوَضَعْنَا عَنْكَ وِزْرَكَ الَّذِي أَنْقَضَ ظَهْرَكَ وَرَفَعْنَا لَكَ ذِكْرَكَ فَإِنَّ مَعَ الْعُسْرِ يُسْرا إِنَّ مَعَ الْعُسْرِ يُسْراً4.

فالسورة تخاطب النبيّ الأكرم صلى الله عليه وآله وسلم بنغمةٍ مليئة بالعطف والحنان لتطيّب خاطره إزاء الشدائد التي تمرّ بها دعوته، فتذكّره بالحمل الثقيل الذي رفع عن كاهله وحلّ محلّه اليسر، ثم يستنتج بطريقةٍ علميةٍ من الواقع المشهود هذا القانون العام: فإن مع العسر يسراً، ثم يخاطب النبي بقوله ﴿فَإِذَا فَرَغْتَ فَانْصَبْ﴾5، إنّ اليسر كامنٌ في أعماق التعب والعذاب، وفي أيّ وقتٍ تجد في نفسك فراغاً فألقِها من جديدٍ في خضمّ التعب لتعتصر منه اليسر.

إن المخلوقات الحيّة لا سيما الإنسان تمتاز بهذه الخصوصية، وهي أنها تتكامل وتتقدّم عبر الشدائد والمشاكل، يقول تعالى: ﴿لَقَدْ خَلَقْنَا الْأِنْسَانَ فِي كَبَدٍْ6 بمعنى أننا خلقناه وسط الآلام والشدائد، ولذا كان الإستغراق في الدلال والنعمة والبُعد عن الشدائد موجباً للضعف وعدم القدرة على التقدم. وقد ورد عن أمير المؤمنين عليه السلام التعبير عن هذه الحقيقة بقوله: (ألا وإنّ الشجرة البريّة أصلب عوداً والروائع الخضراء أرقّ جلوداً والنباتات البدويّة أقوى وقوداً وأبطأ خموداً)7.

البلاء وآثاره

وبعد أن تمّت الأجوبة على مسألة الشرور، لا بأس بأنّ نتحدث قليلاً عن البلاء، فقد ورد ذكر البلاء في العديد من النصوص:

قال تعالى: ﴿وَلَنَبْلُوَنَّكُمْ بِشَيْءٍ مِنَ الْخَوْفِ وَالْجُوعِ وَنَقْصٍ مِنَ الْأَمْوَالِ وَالْأَنْفُسِ وَالثَّمَرَاتِ وَبَشِّرِ الصَّابِرِينَ8

وفي رواية عن الإمام الباقر عليه السلام: (إنّ الله عزّ وجل ليتعاهد المؤمن بالبلاء كما يتعاهد الرجل أهله بالهدية من الغيبة)9.

وفي رواية أخرى: (إنّ الله إذا أحبّ عبداً غتّه بالبلاء غتّا)10.

وروي عن الإمام الصادق عليه السلام: (إن أشدّ الناس بلاءً الأنبياء ثم الذين يلونهم ثم الأمثل فالأمثل)11.

إنّ للبلاء آثاراً تربويةً مهمةً، فهو ينمي النفس على الرضى بالقضاء ويصقل النفس ويجعلها أكثر قوةً وطاقةً.

البلاء والنعمة نسبيّان

إنّ المصائب والشدائد التي يواجهها الإنسان قد تتبدّل إلى نِعَمٍ يستفيد منها الإنسان، كما أنّ النِعَم الدنيوية العظيمة قد تتبدّل إلى بلاء وبؤسٍ.

إننا نستطيع أن نصل إلى السعادة عن طريق الفقر وعن طريق الثراء أيضاً، كما أننا نستطيع أن نصل إلى البؤس عن طريق الفقر وعن طريق الثراء أيضاً، إنّ الشيء الواحد قد يعتبر بالنسبة إلى شخص ما نعمةً، وهو بنفسه بالنسبة إلى شخصٍ آخر يكون بلاءً ونقمةً، وبيد الإنسان أن يبدّل النقمة إلى نعمةٍ.

* دراسات عقائدية. سلسلة المعارف الاسلامية. نشر جمعية المعارف الإسلامية الثقافية. ظ: الأولى- شباط 2010م- 1431هـ. ص: 165-176.

1- وقد تقدم الكلام حول الثنوية في البحث الأول.
2- على فرض كون الألوان أموراً واقعية.
3- طـه:50.
4- الشرح:1 /6.
5- الشرح:7.
6- البلد:4.
7- نهج البلاغة، من كتاب الإمام إلى عامله عثمان بن حنيف.
8- البقرة:155.
9- الكليني، أصول الكافي، ج 2 ص 255، الحديث 17، ط. دار الكتب الإسلامية.
10- م. ن الكليني، أصول الكافي، ج 2 ص 253، الحديث 6، ط دار الكتب الإسلامية.
11- م. ن ج 2 ص 253، الحديث 4.

 

المصدر: شبكة المعارف الإسلامية .

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى