مقالات

طوبى للمجاهدين في سبيل الله

لقد خصَّت الشريعة الغراء المجاهد بأرفع الأوسمة فقد وردت الروايات من كل باب منها تذكر المجاهد وترفعه إلى المقامات العلية وفيما يلي نستعرض بعض الروايات التي باهت بالمجاهد وعلقت على صدره المدائح وساما محفورا على مدى التاريخ.

1- طوبى لهم:
عن الإمام علي عليه السلام:”فطوبى للمجاهدين في سبيله والمقتولين في طاعته”([1]).
أراد أمير المؤمنين عليه السلام أن يقول إن (طوبى) هو مكان خصصّه اللّه تعالى للمجاهدين ثواباً منه وتقديراً على ما قدّموا من تضحيات، يقول سبحانه:﴿طُوبَى لَهُمْ وَحُسْنُ مَآبٍ﴾([2]) وقد يكون المقصود من طوبى لهم معنى: هنيئا لهم، فيكون بذلك قد هنأهم بهذا التوفيق الإلهي، وأي من المعنيين عنى عليه السلام فهو وسام لهم على كل حال.

 2-خير الناس‏:
أن تكون من خير الناس، أو يقول عنك أهل البيت‏ عليهم السلام أنك من خير الناس ليس بالأمر السهل أو البسيط بل ذلك إنما يكون لمن قدم في سبيل ذلك أغلى شي‏ء وأثمن مقابل وبالجهاد استحق المجاهد هذا التقدير من أهل البيت عليهم السلام.
فعن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم:”خير الناس رجل حبس نفسه في سبيل الله يجاهد أعدائه يلتمس الموت أو القتل في مصافّه”([3]).

 3- يغضب الله لغضبه ويستجيب دعائه‏:
عن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: “اتقوا أذى المجاهدين فإن الله يغضب لهم كما يغضب للرسل ويستجيب لهم كما يستجيب لهم”([4]).
وهو إن دل على شي‏ء فإنه يدل على مقام القرب منه سبحانه وتعالى ومقدار الاهتمام والرعاية منه تعالى لشأنهم عنده…
وفي الحديث الآخر عن الإمام الصادق عليه السلام:”ثلاثة دعوتهم مستجابة… الغازي في سبيل الله فانظروا كيف تخلفونه”([5]).

4- باب للمجاهدين في الجنة:
كما فضّل تعالى المجاهدين في الدنيا على القاعدين، كذلك فقد خصّهم في الآخرة بميزة يتمايزون عن سائر الناس فيها وهو أن يدخلوا الجنة من باب قد أعد خصيصاً لهم.
ففي الحديث الشريف:”للجنة باب يقال له باب المجاهدين يمضون إليه فإذا هو مفتوح وهم متقلدون سيوفهم والجمع في الموقف والملائكة ترحب بهم”([6]).
ويمكنك أن تتصور بعقلك صورة ذلك وقد أقبل الناس فيه للحساب يتدافعون في زحمة فزعين خائفين والعرق يتصبب منهم في حلة من الرعب والفزع وقد اصطفوا للحساب وبينما هم كذلك وإذ بباب المجاهدين قد فتح فيدخل منه المجاهدون والملائكة على بابه مصطفة ترحب بهم فأي كرامة بعد هذا؟

5- الأقرب من درجة النبوة ويباهي الله بهم الملائكة:
ورد في الحديث الشريف: “اقرب الناس من منزلة النبوة أهل العلم والجهاد”([7]).
وفي الحديث الآخر عن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم:”إن الله يباهي بالمتقلد سيفه ملائكته”([8]).
وما تلك المباهاة إلا لأن عملهم لا يقاس بأعمال العباد ففي الحديث الآخر: “ما أعمال العباد كلهم عند المجاهدين في سبيل الله إلا كمثل خطاف أخذ بمنقاره من ماء البحر”([9]).
وكم يستطيع طير الخطاف أن يأخذ من ماء البحر؟ نقطة أو بضع نقاط وما قدر ذلك أمام البحر…؟

6- مضاعفة أجره وثوابه‏:
إن المجاهد غالبا ما يكون في طاعة الله فهو إن كان حارسا مراقبا فعمله لله، وإن كان مرابطا فعمله لله، وإن كان مقاتلا فقتاله في سبيل الله أيضا وقد ضاعف الله ثوابه.
ورد في الحديث الشريف عن الرسول الأكرم صلى الله عليه وآله وسلم:”صلاة الرجل متقلدا بسيفه تفضل على صلاته غير متقلد بسبعمائة ضعف”([10]).
وعنه صلى الله عليه وآله وسلم:”إن صلاة المرابط تعدل خمسمائة صلاة”([11]).

أهـل الفضل، جمعية المعارف الإسلامية الثقافية


([1]) ميزان الحكمة، ح 2681.
([2]) الرعد:29
([3]) ميزان الحكمة، ح 2682.
([4]) ميزان الحكمة، ح 2695.
([5]) وسائل الشيعة، ج‏11، ص‏1213.
([6]) ميزان الحكمة، ح 2679.
([7]) المحجة البيضاء، ج‏1، ص‏14.
([8]) ميزان الحكمة، ج‏1، ص‏448.
([9]) ميزان الحكمة، ج‏1، ص‏445.
([10]) ميزان الحكمة، ج‏1، ص‏448.
([11]) ميزان الحكمة، ح 2715.

 

 

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى