مقالات

المولد النبويّ الشريف وولادة الإمام الصادق (عليه السلام)

من كلام الإمام القائد (دام ظلّه)
المناسبة: المولد النبويّ الشريف وولادة الإمام الصادق (عليه السلام)


أبارك لكم الميلاد السعيد لسيّدنا نبيّ الإسلام الكريم وميلاد الإمام الصادق (عليهما الصلاة والسلام). وكذلك لكلّ أحرار العالم الذين تهمّهم قضيّة التحرّر والإنسانيّة ولها قيمتها عندهم، فهذا اليوم هو يوم ميلاد رسول العلم ورسول العقل ورسول الأخلاق ورسول الرحمة ورسول الوحدة ورسول كلّ الخصال الإنسانيّة الكبرى. كلّ من يهتم بهذه الخصال الإنسانيّة سيعشق رسول الإسلام (صلّى الله عليه وآله) ويشعر بالانجذاب إليه.

– العلم، التعقل، الأخلاق؛ والأولويّة للوحدة:
نحن المسلمون ندّعي اتّباع ذلك الإنسان العظيم، ونفخر بذلك، ومستعدّون للثبات على هذا السبيل، وبذل أرواحنا وأموالنا في هذا الدرب، ونحتاج أن نُفهم أنفسنا أنّنا أتباع هذه التعاليم – التي تحتويها رسالة الإسلام أي العلم والعقل والحكمة والرحمة والوحدة والأخلاق والخصال الإنسانيّة التي تضمنّتها رسالة رسول الإسلام (صلّى الله عليه وآله) وبَذَلَ سيّدُنَا أبو عبد الله جعفر بن محمد الصادق (عليه الصلاة والسلام) أوسع الجهود لنشرها وتحقيقها – ونسعى من أجلها. هذا هو اليوم واجب كل المسلمين. حينما أنظر اليوم إلى قضايا مجتمعنا وقضايا العالم الإسلامي أجد مع أنّ كلّ هذه المضامين الكبيرة مهمة – فالعلم مهم للعالم الإسلامي، وكذلك التعقل مهم، وكذلك الأخلاق – لكن الأهم وما هو بالدرجة الأولى من الأولويّة للعالم الإسلامي یتمثل في الوحدة. نحن المسلمون ابتعدنا كثيراً عن بعضنا. نجحت للأسف السياسات التي سعت للفصل بين المسلمين وتفریق قلوب الجماعات المسلمة بعضها عن بعض. نحتاج اليوم إلى الوحدة.

– العدو ومحاولات التفرقة بين المسلمين:
ثمة اليوم أيادٍ بين أهل السنّة وبين الشيعة تعمل للفصل والتفرقة بينهم، وإذا دقّقتم وبحثتم فستجدون أنّ كلّ هذه الأيدي متّصلة بمراكز التجسّس والاستخبارات التابعة لأعداء الإسلام، ذلك التشيّع المرتبط بالبريطاني، وذلك التسنّن المرتزق للأمريكي، لا هو بتشيّع ولا بتسنّن، فكلاهما ضدّ الإسلام. لقد وقفنا إلى جانب الفلسطينيّين وإلى جانب الجماهير المؤمنة في بلدان المنطقة، لأنّنا كنّا نعلم أنّ قضيّة الوحدة هي في الوقت الراهن على رأس القضايا الإسلاميّة. إنّني أوصي وأصرّ على العلماء الأعلام والمستنيرين في العالم الإسلامي وعلى ساسة العالم الإسلامي أن لا يتحدّثوا عن التفرقة إلى هذا الحدّ. ثمّة في العالم من ينفقون الأموال من أجل التخويف من الإسلام ولتشويه وجه الإسلام في العالم، وإذا بنا في الداخل نعمل على تشويه وجوه بعضنا وتخويف الناس بعضهم من بعض! هذا بخلاف الحكمة والسياسة.

– أشدّاءٌ، رُحماء:
على جميع المسلمين اليوم من أقصى أنحاء العالم إلى أقصاها أن يفكّروا بالأمّة الإسلاميّة وبالوحدة الإسلاميّة. إذا فكّرنا بالأمّة الإسلاميّة فسوف تتأمّن مصالح بلداننا أيضاً. وإنّ مصلحة العدو هي أن يفصلنا بعضنا عن بعض، وأن يهاجم بلداً ويكسب الحلفاء له من بلد آخر، مصلحة العدو تكمن في هذا ويجب علينا أن لا نسمح بذلك.

من هو العدو؟ العدو هو الرأسماليّة الأمريكيّة والاستكبار العالمي الذي تقف على رأسه اليوم أمريكا والصهاينة، والحكومة الصهيونيّة في فلسطين المحتلّة جزء من تلك المجموعة الخطيرة وذلك السرطان الفتّاك الذي أوجده الصهاينة في العالم. يجب الوقوف بوجه هؤلاء وينبغي في مواجهتهم العودة إلى الإسلام وإلى نصوص القرآن الکریم.

نتمنى أن يوفقنا الله تعالى جميعاً للعمل بما نقول. اللهم زد في قوة العالم الإسلامي والأمة الإسلامية وشموخهما يوماً بعد يوم.

المصدر : شبكة المعارف الإسلامية .

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى