مقالات

من وصايا الإمام العسكري عليه السلام

في ربوع المدينة مهبط الوحي، وموطن الملائكة الهداة ومدرسة أهل البيت عليه السلام ولد الإمام الحسن بن علي عليه السلام العسكري.. وكانت ولادته في الثامن من شهر ربيع الثاني سنة 232هـ. ولقّب بالعسكري نسبة إلى محلّة كانت تسمّى عسكر في مدينة سامراء التي كان يسكنها هو وأبوه الإمام علي الهادي عليه السلام. فقد قال الشيخ الصدوق: سمعت مشايخنا رضي الله عنهم: أنّ المحلّة التي كان يسكنها الإمامان علي بن محمّد والحسن بن علي عليه السلام بسرّ من رأى كانت تسمّى عسكر فلذلك قيل لكلّ واحد منهما العسكري.

نشأ الإمام العسكري عليه السلام وتربّى في ظلّ أبيه الإمام علي الهادي عليه السلام الذي عُرف بغزارة علمه وزهده وجهاده. حيث عاش معه ثلاثاً وعشرين سنة وأشهراً،، فكان كآبائه في العلم والعمل والجهاد والدعوة إلى الإصلاح في أمّة جدّه محمّد صلى الله عليه وآله وسلم يأمر بالمعروف وينهى عن المنكر، ويربّي أصحابه على مكارم الأخلاق، وقيم الإسلام.

فقد ورد في وصيّته عليه السلام لأتباعه وشيعته: “أوصيكم بتقوى الله، والورع في دينكم، والاجتهاد لله، وصدق الحديث، وأداء الأمانة إلى من ائتمنكم من برّ أو فاجر، وطول السجود، وحسن الجوار، فبهذا جاء محمّد صلى الله عليه وآله وسلم، صلوا عشائرهم، واشهدوا جنائزهم، وعودوا مرضاهم، وأدوا حقوقهم، فإنّ الرجل منكم إذا ورع في دينه، وصدق في حديثه، وأدّى الأمانة، وحسن خلقه مع الناس، قيل هذا شيعي فيسرّني ذلك، اتقوا الله وكونوا زيناً ولا تكونوا شيناً، جرّوا إلينا كلّ مودة، وادفعوا عنا كلّ قبيح، فإنّه ما قيل فينا من حسن فنحن أهله، وما قيل فينا من سوء فما نحن كذلك، لنا حقّ في كتاب الله، وقرابة من رسول الله، وتطهير من الله، لا يدعيه غيرنا إلاّ كذاب. أكثروا ذكر الله وذكر الموت، وتلاوة القرآن، والصلاة على النبي صلى الله عليه وآله وسلم فإنّ الصلاة على رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم عشر حسنات. احفظوا ما أوصيتكم به واستودعكم الله واقرأ عليكم السلام”. ومن وصيّة له عليه السلام لعلي بن الحسين بن بابويه القمي والد الشيخ الصدوق (قده): “أوصيك بتقوى الله، وإقام الصلاة، وإيتاء الزكاة، فإنّه لا تقبل الصلاة من مانع الزكاة، وأوصيك بمغفرة الذنب، وكظم الغيظ، وصلة الرحم، ومواساة الإخوان، والسعي في حوائجهم في العسر واليسر، والحلم عند الجهل، والتفقّه في الدين، والتثبت في الأمور، والتعاهد للقرآن، وحسن الخلق، والأمر بالمعروف، والنهي عن المنكر، قال الله تعالى: ﴿لاَّ خَيْرَ فِي كَثِيرٍ مِّن نَّجْوَاهُمْ إِلاَّ مَنْ أَمَرَ بِصَدَقَةٍ أَوْ مَعْرُوفٍ أَوْ إِصْلاَحٍ بَيْنَ النَّاسِ، واجتناب الفواحش كلّها.. وعليك بصلاة الليل، فإنّ النبي صلى الله عليه وآله وسلم أوصى عليا عليه السلام فقال: يا علي، عليك بصلاة الليل، عليك بصلاة الليل، عليك بصلاة الليل، ومن استخفّ بصلاة الليل فليس منّا، فاعمل بوصيّتي وأمر جميع شيعتي بما أمرتك به، حتى يعملوا به، وعليك بالصبر، وانتظار الفرج، فإنّ النبي صلى الله عليه وآله وسلم قال: “أفضل أعمال أمتي انتظار الفرج”.(القمي الأنوار البهية ص 264).

ومن أقوال الإمام عليه السلام في المواعظ والحكم والتوجيهات العامّة:
– لا تمار (تجادل) فيذهب بهاؤك، ولا تمازح فيجترأ عليك.
– من التواضع السلام على من تمرّ به، والجلوس دون شرف المجلس.
– الغضب مفتاح الشرّ.
– صديق الجاهل تَعِبٌ.
– أورع الناس من وقف عند الشبهة، أعبد الناس من أقام على الفرائض، أزهد الناس من ترك الحرام، أشدّ الناس اجتهاداً من ترك الذنوب.
– جرأة الولد على والده في صغره، تدعو إلى العقوق في كبره.
وهكذا يربّي الإمام عليه السلام أتباعه وأصحابه على مكارم الأخلاق وقيم الإسلام، والتمسّك بها ليكونوا قدوة في العلم والزهد والعبادة والخلق الرفيع والجهاد.

المصدر : شبكة المعارف الإسلامية .

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى