مقالات

ليلة القدر والإمام علي (عليه السلام)

من الفضائل والكرامات التي تَفَضَّلَ الله تعالى على عباده بها أن جَعل لهم ليلة مباركة تحيط فيها الملائكة بالمؤمنين وتحفهم بالبركات والعطايا وهي ليلة القدر التي يكثر فيها الخير ولا يضاهيها في الفضل سواها من الليالي، والعمل فيها خير من عمل ألف شهر.

وهي ليلة الرحمة والنور، وليلة نزول القرآن الكريم، ومبدأ الخير والسعادة للبشريّة، ونزول البركة، وفيها يُقدّر شؤون السنة، وفيها تنزّل الملائكة والروح الأعظم بإذن الله.

ومما ورد في فضل هذه الليلة ما رواه في مجمَع البيان عن ابن عباس عن النبي(صلّى الله عليه وآله) أنه قال: “إذا كانت ليلة القدر تنزّل الملائكة الذين هم سكّان سدرة المنتهى ومنهم جبرئيل فينزل جبرئيل ومعه ألوية ينصب لواء منها على قبري ولواء على بيت المقدس ولواء في المسجد الحرام ولواء على طور سيناء ولا يدع فيها مؤمناً ولا مؤمنة إلاّ سلّم عليه، إلا مدمن الخمر وآكل لحم الخنزير والمتضمّخ(المتلطّخ) بالزعفران”.

وعنه(صلّى الله عليه وآله) قال: “من قام ليلة القدر إيماناً واحتساباً غفر له ما تقدّم من ذنبه”.

ويمكن لنا استكشاف منزلة هذه الليلة من خلال مضاعفة الثواب والأجر لأي عمل يقوم به الإنسان فيها، فقد حدّث الرسول الكريم (صلّى الله عليه وآله) عمّا جرى بين موسى(عليه السلام) وربّه عزّ وجلّ في مناجاة جليلة جاء فيها على لسان موسى(عليه السلام): “قال: إلهي أريد قربك، فقال تعالى: يا موسى: قربي لمن استيقظ ليلة القدر، قال: أريد رحمتك، قال تعالى: رحمتي لمن رحم المساكين ليلة القدر، قال: إلهي أريد الجواز على الصراط، قال تعالى: ذلك لمن تصدّق ليلة القدر، قال: إلهي أريد من أشجار الجنّة، قال تعالى: ذلك لمن سبّح تسبيحة في ليلة القدر، قال: إلهي أريد رضاك، قال تعالى:رضاي لمن صلّى ركعتين في ليلة القدر”.

وفي هذه الليالي العظيمة وقع الحدث الذي تزلزلت معه أركان الهدى وانفصمت العروة الوثقى، حيث استشهد الإمام علي المرتضى (عليه السلام) أمير المؤمنين ومولى المتقين وسيد الموحدين، وفي دعوة للتأسي والإقتداء به يقول ولي أمر المسلمين سماحة الإمام القائد(حفظه المولى): ” ليكن أمير المؤمنين (عليه السلام) أسوتنا في جميع هذه، ونسعى لنكون مثل ذلك الإمام(ع)، إذ كيف يمكن لأحد أن يدّعي أنّه من شيعة علي بن أبي طالب (عليه السلام) ويكون أمير المؤمنين(عليه السلام) إمامه بينما تكون علاقته القلبيّة مع الله أقلّ أمر يهتمّ به.

إنّ الإمام (عليه السلام) صرف كلّ عمره في العبادة والعمل لله، منذ أوّل لحظة أشرق نور الهداية الإلهيّة في وجود ذلك الإمام (عليه السلام) عن طريق الرسول الأكرم (صلى الله عليه وآله)، وحتى تلك اللحظة التي نال فيها لقاء الله، لم يغفل الإمام (عليه السلام) لحظة عن عبادة الله وعن ذكر الله، وعن الارتباط بالله؛ فقد كان في ارتباط دائم مع الله، في الفرح وفي الحزن، في الحرب وفي السلم، ليلاً ونهاراً، في المسجد وفي الحرب، في الحكم وفي القضاء …

هناك من يدّعون بأنّ الإمام علي (عليه السلام) إمامهم ولكنّهم غير مستعدّين لأن يقولوا كلمة واحدة تزعج الاستكبار وأميركا.. يقول هؤلاء إنّهم شيعة علي وأنّه إمامهم!! فماذا يعني الإمام!؟”.

المصدر : شبكة المعارف الاسلامية .

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى