مقالات

تحويل العمل لطاقة تحيي الشعوب؟

يقول الإمام الخميني قدس سره: “إن حياة أي شعب مرهونة بالعمل والعامل”.

إن الاقتصاد يعتبر الشريان الحيوي للشعوب خصوصاً في هذه الأزمنة وقد رأينا أمماً هزمت رغم قواها العسكرية المتميزة نتيجة وهنها وضعفها الاقتصادي.

فعجلة الاقتصاد لها تأثير على حياة الشعوب وتأمين متطلباتها الأساسية والوصول إلى رفاهيتها، ولها تأثير على سياستها وعزتها وقدرتها وانتصارها في حروبها.

والمحرك الحقيقي لعجلة الاقتصاد هو العمل والعامل، من هنا صارت حياة أي شعب مرهونة بالعمل والعامل.

يقول الإمام الخميني قدس سره: “إن العمال هم أكثر الطبقات قيمة وأكثرهم نفعاً في المجتمعات، وتدور عجلة المجتمعات البشرية العظيمة بواسطة تلك السواعد القوية للعمال، إن حياة أي شعب رهينة العمل والعامل”.

ولنذكر هذا الدور بشي‏ء من التفصيل فيما يلي:

الأساس الاقتصادي‏
كل بناءٍ له أساس يقوم عليه، وكلما كان الأساس قوياً ومتيناً ومحكماً، كلما أمكن أن يكون البناء أكبر وأعظم، وإذا وجد خلل ما في الأساس فإن البناء كله سينهار.
وإذا لاحظنا هيكل الاقتصاد في أي مجتمع من المجتمعات فسنجد له أساساً يرجع إليه، هذا الأساس نختصره بكلمة العمل والعامل، لأن الهيكل الاقتصادي بلا عمل هو ركود وموت واضمحلال، والعمل لا يكون إلا بهمّة العامل وحجم عمله وجديته وتحمّله للمسؤولية، كما يقول الشاعر: على قدر اهل العزم تأتي العزائم.

من هنا كان الاقتصاد بحقيقته وواقعيته يرجع إلى أساس يبني عليه كل هيكليته وهذا الأساس هو العامل.

يقول الإمام الخميني قدس سره مشيراً إلى هذه الحقيقة: “إن العامل والفلاح هم الأساس في كل بلد، فالأساس الاقتصادي للبلد مرتبط بالعامل والفلاح”.

تقدم المجتمعات البشرية
قد يتصور بعض المساكين أن التقدم يكون من خلال ارتداء بدلة و”كرافيت” أو من خلال تقليد الفرد الغربي ببعض الكلمات الغربية أو بطريقة سيره في الشارع أو شكل تسريحة شعره، وقبول أراذل قومهم وشعاراتهم وكأنهم نخبة تعبر عن التحرر والانطلاق! وغيرها من الأوهام الكثيرة التي لم تزد مجتمعاتنا إلا ضياعاً وتيهاً وتخلفاً حتى صرنا على هامش المجتمعات البشرية، لولا ذلك النور الذي انطلق من الشرق من مدينة قم المقدسة لينعكس في العالم الإسلامي أملاً جديداً يعيد بعض ما فقدناه ويقدم نموذج المجتمع الصحيح ليخرج من تيه طال سنيناً وقروناً…

إن تطور وتقدم أي مجتمع من المجتمعات لا يأتي من فراغ، بل له أسبابه ومبرراته العملية، وهذه الأسباب والمبررات سنذكرها ببعض التفصيل في الفصل الرابع “سر النجاح”، ويكفي أن نشير هنا إلى أن محور هذه الاسباب هو شي‏ء واحد ترجع إليه وتتعلق به وتنظم وضعه… وهذا المحور هو العامل. نعم إن سر التقدم والنجاح يكمن في تلك السواعد السمراء، والعقول النيرة التي لو أعطيت حقها المادي والمعنوي ووثقت بها مجتمعاتنا لضمنت مستقبل الأمة، هذا هو سر نجاح أي شعب، وهذا ما يؤكد عليه الإمام الخميني قدس سره حيث يقول: “إن عجلة المجتمعات البشرية العظيمة تتحرك وتدور بأيدي العمال القوية، وحياة الأمة رهينة العمل والعامل”.

ويقول قدس سره مخاطباً العمال: “لو نهضتم أيها العمال والفلاحين في سائر أنحاء البلاد بما فيه مصلحة بلدكم، وفيه تحقيق استقلالكم وحريتكم ومصلحة بلادكم، فإن بلادنا ستبقى بمنأى عن جميع الأخطار وتتقدم إلى الأمام”.

الاستقلال‏
ذكرنا فيما سبق أن العمل والعامل هو حياة المجتمع واساس الاقتصاد، لذلك كان من الطبيعي أن يتعرض هذا الأساس لهزات من قبل المستكبرين ومحاولات ضرب وتضعيف، فإذا استطاعوا أن يمسكوا ويسيطروا على هذا الأساس صار مصير الأمة بيدهم فتتحول هذه السيطرة إلى سوط تجلد فيه الأمة عند كل مناسبة ويبتز به المستكبرون مجتمعاتنا عند كل مفترق طرق، فنصبح رهائن بيد المستكبرين اقتصادياً وسياسياً…
هذا هو السلاح الاساسي الذي يستعمله المستكبرون في هذا الزمن، يقول الإمام الخميني قدس سره: “لقد كان برنامجهم هو التدمير فقط، فقضوا على الزراعة باسم اصلاح الأراضي… أمريكا تريد أن تبقى الزراعة في إيران وجميع الدول الأخرى التي تقع تحت نفوذها مدمرة ومنهارة حتى تشعر بالحاجة إليه”.


العمل والعمّال في فكر الإمام الخميني، مركز الإمام الخميني الثقافي

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى